التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بيان الاستحقاقات

 

 الدار البيضاء، 30 اب/ اغسطس 2021

بيان

 في هذه الفترة التي تتبارى فيها الأحزاب الوطنية على إقناع الناخبين بالتصويت لبرامجها، وفي لحظة المساءلة هذه، فإننا في المنظمة العربية للتعريب والتواصل باعتبارها هيئة حقوقية تناضل من أجل إقرار ديمقراطية لغوية وسياسة لغوية عادلة تجعل المغربي يشعر بأنه مواطن في بلده وأن الادارة والمرافق المفتوحة للعموم، موجهة بالأساس له، وهو للأسف الإحساس الذي يضعفه هذا الاستمرار الغريب وغير المبرر لهيمنة الفرنسية وعلى الرغم من الأزمة التي تعانيها هذه اللغة الأجنبية في محيطها الإقليمي وتخلفها المتواصل خلف لغات أجنبية أخرى، وذلك في خرق سافر للدستور وتجاوز لمنشور رئاسة الحكومة المعمم عام ٢٠١٨ والقاضي بإجبارية استعمال اللغة العربية وكذا ضدا على أحكام القضاء التي أبطلت اللغة الفرنسية في الإدارة فإننا نستغل هذه الفرصة التاريخية، وهي لحظة الاستحقاق الذي يتزامن مع إقرار "النموذج التنموي الجديد":

 

    أولا لمحاسبة الحكومة على إخفاقها في معالجة إشكالية سيطرة اللغة الأجنبية على الوثائق والمعاملات وتحولها إلى لغة الادارة خارج القانون، مستبعدة اللغة الرسمية، وفي انتهاك خطير لحقوق المواطن المغربي.

 

    ثانيا، إنه في ظل مشاريع الرقمنة والخدمات الإلكترونية والمعاملات عن بعد، التي تنجزها الحكومة، فإن المغاربة يتساءلون عن أسباب استمرار استبعاد لغتهم من مجموعة من الخدمات الالكترونية ما يجعل الغالبية الساحقة من أفراد الشعب محرومة من حقها في الاستفادة من مشروع الحكومة الإلكترونية وخدمات الادارة الرقمية.

 

      ثالثا، استمرار عرقلة، ووضع العراقيل اللغوية، أمام ولوج المغاربة إلى المعلومات وحقهم في الاطلاع عليها، في إطار "النشر الاستباقي" الذي ألزمت به المادة 10 من قانون الحق في الحصول على المعلومات، بسبب التغييب المتعمد من طرف الحكومة وعدد من الادارات، للغة العربية، في المواقع والبوابات الإلكترونية وصفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي.

 

وبناء على هذه النقاط ذات الصبغة الحقوقية المحضة، فإن هذه المنظمة الحقوقية، تدعو الأحزاب المشاركة في الانتخابات إلى الاعتراف بالحقوق اللغوية للشعب المغربي، والإقرار بانتهاك الحكومة لها، وتبني قضية اللغة، ووضع برامج تعزز حضور وهيمنة لغة المواطن في جميع المجالات دون استثناء، وإنهاء الوضع اللغوي المأزوم الموروث عن فترة الاستعمار وما تلاها من مرحلة سابقة مظلمة طبعت بالاستفراد بالقرارات والاختيارات، وهو الوضع الذي يتعارض مع روح العصر ولا يساير التطور الديمقراطي الذي يعرفه المغرب.

 

وإذ تستغرب هذه المنظمة إصرار وزارة الثقافة على إقبار مقترح مشروع قانون يتعلق بإلزامية استعمال اللغة العربية الموضوع منذ عام ٢٠١٧ وتأجيلها عرضه على البرلمان إلى أجل غير محدد، فإنها بالمقابل تطالب الأحزاب التي سيختارها المغاربة لتأليف الحكومة المنتظرة إلى الإسراع في إصدار قانون يحمي حقوق المغاربة اللغوية ويُلزم الادارة والمرفق العام والخاص بمخاطبة المغاربة بلغتهم الوطنية وإيلائها الأولوية.

 

                                                                                   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. رسالة مفتوحة الى رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار لتفعيل سيادية اللغة الوطنية على أرض الواقع واستبدال الفرنسية بالانكليزية

  وجه مركز حماية الحقوق الاجتماعية والاستراتيجيات الانمائية  بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية رسالة مفتوحة الى رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار لتفعيل سيادية اللغة الوطنية على أرض الواقع واستبدال الفرنسية بالانكليزية وهذا نصها إلى السيد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار الموضوع:   رسالة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية لتفعيل سيادية اللغتين الوطنيتين وطابعهما الرسمي على أرض الواقع واستبدال الفرنسية بالانكليزية لفائدة: مركز حماية الحقوق الاجتماعية والاستراتيجيات الانمائية سلام تام بوجود مولانا الامام بينما تستعد المعمورة لتخليد اليوم العالمي للغة العربية، والتي تحرص الأمم المتحدة على احترام طابعها الرسمي باعتبارها إحدى اللغات الست الرسمية داخل دوائرها وأروقتها، وذلك لكون احترام الطابع القانوني لأي لغة يعكس مدى احترام سيادة القانون، يحدث ذلك، فيما نعيش نحن المغاربة داخل وطننا ذُلَّ التبعية اللغوية، المجسد في استمرار سيطرة اللغة الفرنسية المتجاوزة والمتهالكة على الإدارة والإعلام والوثائق والتواصل، واستمرار فرضها على الوطن والمواطن من خارج الدستور، وفي انتهاك ...

مركز حقوقي يطالب عمدة الدارالبيضاء ب"استبدال الفرنسية باللغة الانكليزية وتبني سياسة لغوية وطنية"

    الى السيدة عمدة الدارالبيضاء الموضوع "استبدال الفرنسية باللغة الانكليزية وتبني سياسة لغوية وطنية"   علاقة بالحملة الوطنية الشعبية الأخيرة، التي طالب فيها المغاربة باستبدال اللغة الفرنسية - المتجاوزة - وتعويضها بالانكليزية. وحيث أن الدستور وخطابات جلالة الملك وتوجُّهات الحكومة، خاصة الحكومة الحالية، جميعها ألزمت مؤسسات الدولة ومجالسها المنتخبة، بالإنصات إلى مطالب الشعب والتجاوب معها. وحيث أن الحملة الداعية إلى إلغاء اللغة الفرنسية عرفت مشاركة شعبية غير مسبوقة، تشير تقديرات أنها تجاوزت فيها التسعة ملايين مواطن مغربي، فإننا ندعو سعادتك إلى ضرورة التجاوب مع هذا المطلب الشعبي، خاصة أن الدارالبيضاء هي اليوم على مشارف المدينة العالمية، وهو ما لا يمكن أن تلبيه لغة متجاوزة ومحدودة كالفرنسية، وذلك أولا بتعزيز حضور اللغة العربية تفعيلا لطابعها الرسمي والسيادي الذي يلزم به الدستور، في كافة المجالات الخاضعة لإشرافكم على مستوى الدارالبيضاء، ووقف الانتهاك السافر للقانون الأسمى في البلاد، حيث تصر بعض العقليات على مخالفة الديمقراطية وإرادة الشعب المعبر عنها في الدستور ...